الغراب المتهم
الحلقة 8
بقلم طارق اللبيب
قال لها يادرة دعك من هذا الكلام واسرعي اليها .. فهرولت درة ودخلت على سلمى وجدتها مغمى عليه فرشت على وجهها بلماء فاقاقت مفزوعة وقالت لها من هذا الذي دخل علي؟ ثم استحى واشاح بوجهه مني .؟
قالت لها هذا هو الخائن الذي يسكن في بيت ام الكرام .. سعد بن ورقة ..
قالت لها .. يا الله .. هذا هو سعد بن ورقة؟ .. لقد اصبح رجلا .. هل تعلمين يا درة.. اني لم ارة منذ خمس سنوات؟
قالت لها وانا اره كل يوم لم اتكلم معه الا اليوم لما رايته يدخل عليك
قالت لها وهل راي مني شيئا" ؟
قالت لها لا اعلم ولكن جاءني يركض ..وقال لي ادركي سلمى قد اغمي عليها .. فلما عنفـته لم يهتم وامرني بالاسراع اليك ..
قالت لها ياسلم هذا الفتى امين ليس بخائن ..فنظرته الى كانت بالحياء والشفقة وكانت خاطفة ثم التفت .. ونا لم اعرفه.. فلو عرفته لما اغمي علي.. فلا تخبري ابي بشي ..فيشكون فيه
قالت لها سمعا وطاعة ..
ولما ارتفعت الشمس كان الوقت ضحى .. قالت لها اذهبي اليه وأساليه.. ماذا يأكل؟
فاصنعي له طعاما.. وقولي له ان سلمى بخير .. ففعلت درة مثلما قالت لها سلمى .. وفي اثناء ما كان في غرفته
ا
يأكل الطعام الذي صنعته له درة . جاء الغراب واختبا ورا الغرفة
ولم يره احد .. يتحين فرصة ..
فجاءت درة وادخلت الطعام لسلمى وقالت لها هيا نأكل ..
فاكلتا معا.. وفي اثناء الاكل قالت لها يادرة.. ان هذا الفتى يشغل قلبي منذ ان كنت طفلة .. وهو يحبني كما اخبرتني امي بذلك .. ولكن لا اعلم ..هل هو الى الان ..على حبه؟؟
ام ان الايام غيرة الدواخل ..
قالت لها يا سلمى ان هذا الفتى يحبك حقا.. انك مارأيتي كيف كان يتكلم عنك بشفقة عظيمة.. عندما كنت في الاغماء ..
وكان هذا الحوار يدور والغراب يسمع .. فلما خرجت درة تحول الغراب ال صورة رجل يشبه سعد بن ورقة .. ودخل عليها .. وازاح عنها ثيابها فصرخت .. فجأءت درة تجري ..فلم تر شيئأ وسلمى تصرخ ..
قالت لها اطردي هذا الرجل من هنا يادرة ؟ قالت لها انا لا اراه ..
قالت لها انتي كذابة يادرة.. انت تتفقين معه لاذيني ..
فسمع سعد بن ورقة الصراخ.. فلما خرج من غرفته.. خرج الجني سريعا من غرفة سلمى.. .وتحول الى غراب وطار ..
ولما وصل ابن ورقة.. بالقرب من الغرفة نادى على درة .. وقال لها يادرة .. مالها سلمى؟؟
فقالت لها سلمى .. يادرة اذهبي الى هذا الملعون .. يناديك ..
قالت لها انه سعد بن ورقة ياسلمى .. قالت لها انه نفسه الرجل الذي كان معي ..
قالت لها نسأل الله لك العافية ..
لم يدخل سعد بن ورقة في غرفتك ياسلمى ..فهو بالخارج الان .. قالت لها اعلم انه بالخارج ..
لقد كان هنا ..وخرج الا يخشى الله هذا الفتى . سبحان الله لقد كنت احترمه قبل قليل.. فسقط من نظري ..
قالت لها درة ياسلمى ..لا تظلمي بريئا ..بسبب رؤياك غير الحقيقية ..
قضت يومها كله وهي حزينة ..حتى جاء اهلها عصرا ..
لما نزل يوسف واولاده ..ورأوا ان سعد جا بالابل .. فرحوا واستبشروا ببسالته.. التي قهر بها الاعداء.. وشكره يوسف وقال له ياسعد اذهب انت واحد اخوتك الى بني سهيل .. واخبرهم انك انت الذي ارجعت لهم دوابهم .. قال له ياعماه.. ولكن الفضل في ذلك ليس لي وحدي ..
قال له حتى ولو ساعدك احد .. لايهمنا .. اذهب سريعا وادخل الفرح على بني سهيل فانهم اصدقاؤنا ..
اما سلمي فمازال الحزن والغضب يكتنفاها .. ثم عزمت ان تخبرهم
فنادت اباها ..وقالت له يا ابتي .. ان هذا الفتى الذي يقال له سعد ابن ورقة .. قال لها ماله سعد يحفظه الله ؟
قالت له ..
نال منك .. وكشف سترك .. ولم يحفظ غيبتك ..
قال لها استغفري الله يابنيتي ماذا حدث؟ ..
قالت له لقد .. تجاوز بابي .. وجر ثيابي .. واهان شبابي ..
قال لها ابوها بئس ماتقولين يا سلمى .. فانت تتخيلين .. قالت له لقد اخبرتك يا ابي وانت بالخيار .. اصدقتني ام كذبت ..
قال يوسف يادرة ماذا تقول سلمى ؟
قالت له انها تهذي يامولاي.. لم يدخل عليها.. ولما كانت تصرخ هو كان في غرفته .. وانا شاهدة عل ذلك ..
قالت سلمي يا ابي لاتصدقها.. وصدقني انا التي رأيت ..
فقال لها ابوها ..حسنا حسنا ياسلمى انت صادقة خير خير .. ارتاحي قليلا حتى ارجع اليك .. ولاتخبري احدا بماحدث..
ولما خرج يوسف من غرفة ابنته .. وخارج الغرفة وامام الباب.. نظر الى الارض .. فرأى اثار احذية سعد عند الباب .. وهذا الاثر صحيح ..
عندما جاء ووقف في الصباح عند الباب ليطمئنها ..
فلما رأى يوسف الاثر قال .. لقد صدقت ابنتي.. ان الفتى خانني وانا غائب .. ولكن ماذا افعل به؟ .. وذهب كئيبا حزينا .. وهو صامت ..
ولم يخبر اخد بماقالته سلمى له ..
جلس يوسف يفكر ..ويقول في نفسه .. لماذا يفعل سعد هذا الامر .. وهو بكل هذا الادب.. وهذا الألتزام بالحق والعدل .. والله لو لم ار اثار اقدامه امام بابها.. لماصدقت مايجري ..
لا اله الا الله .. يارب ماهذا الذي يحدث .. ؟؟
فلما وصل سعد فرحا من بني سهيل .. قابل يوسف .. وقال له ابشر يا عماه.. فان القوم استبشرو خيرا .. وقد حملوني تحياتهم ودعواتهم لك بدوام الصحة والعافية ..
اعلم ياعمي .. لولا الله ثم تربيتك لي .. لان اكون رجلا .. لما استطعت ان اتجاوز هذه المحنة .. سعد يتكلم .. ويوسف ينظر اليه عابسأ غاضبا مكفهر الوجه .. ..
فانتبه سعد الى ماكان ناسيا .. او كاد ان ينسى.. ان الخادمة ربما تكون اخبرت مولاها بان سعد اقترب من غرفة سلمى .. فاصابه رعب وخوف شديد ..
فقال له يوسف.. يا سعد بن ورقة.. انزل الرحل .. فاني اريدك في بعض الشان .. هيا بنا الى تلك البئر نتكلم قليلا .. قال له امرك ياعماه ..
فنزل سعد ومشى مع يوسف الى ان وصلوا البئر حيث لايراهم احد ..
فجلسا معا" ..فقال له يوسف يابني .. انا عندما رايتك وانت طفل ..فتى براق الثنايا .. مرفوع الهامة .. شريف الاصل .. طيب المعشر .. ذكيا لبقا .. صادقا امينا .. رايت فيك ضالتي .. لاعلمك مما علمني الله .. من الحق والعلم والحروب ..
فاستأمنني ابوك عليك .. ووثقك في امك .. ودفعوك لي ولم يٍسألوا عنك طول هذه السنين .. وهم يحسبون انني احسنت تربيتك .. وسارجعك اليهم خيرا ..مما اخذتك منهم ..
ولكن ماحدث اليوم .. يجعلني اندم على اليوم الذي ادخلني دياركم .. لارى اولئك الصبية يلعبون .. ولاسأل من دار ابيك ..
فانني ماكنت احسب .. ان الذي اكل طعامي .. ونام على فراشي .. واسـامنته عل حرمي .. يغدر بي ويخون ثقتي ..
خاف يوسف في بداية الامر.. ولكنه كان ثابتا في مظهره .. وعيونه كعيون الرجال ثابتة .. واطرافه لم ترتعد ..
بل كانت تعلوه ابتسامة الواثق ..
قال له اكمل ماعندك ياعماه .. فانني تعودت على لا ارد عل احد حتى يكمل حديثه.. فربما يكون في ذيل الحديث .. مايلقنني حجتي ..
..
قال له ياسعد .. ما الذي حدا بك لتدخل غرفة ابنتي .. وانا غائب وتجر عنها ثيابها وتكشف ستري ..
قال له هل اكملت ماتريد ان تقول ياعماه؟
قال نعم اكملت .. قال اذن صبرك علي .. حتى اكمل حديثي ولاتعجل علي..
الى اللقاء..