القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قلبي امانة عندك الحلقة الثامنة

 


 

بقلم طارق اللبيب 

الحلقة 8


 ليمياء بت الترزي جاها احباط غريب من كلام امها .. بس جواها اصرار عجيب وفي النهاية مصرة انها تقنع امها..  لانها لايمكن تتنازل عن ابوحميد بالسهولة دي .. 

وعندها تكتيك في الحرب عايزة تستخدمه .. مامعروف ينجح ولا لا .. لمن سمعت كلام امها  قالت ليها .. موش يا امي قلتي ماعندك معاي نقاش في الموضوع ده .. انا كمان ماعايزة زول يتناقش معاي في زواج ..

ما اح اتزوج نهائي .. ومشت دخلت غرفتها وقفلت الباب عليها .. لمن جاء وقت الغدا عملت الغدا جابتو لامها .. وقالت ليها ماعندي رغبة في اكل .. وقت العشا جابت العشا ورفضت الاكل .. وبكرة الصباح .. رفضت تشرب الشاي .. 

اضربت عن الطعام عديل .. وامها ماشغالة بيها الشغلة ..

امها عنيدة وراسها قوي .. 

ليمياء تجيب الاكل امها تقول ليها ماعايزة تأكلي ؟ 

ليمياء تقول ليها ماعنددي نية .. امها تدنقر في الاكل وتلقم وتبلع ولاشغالة بيها .. 

الليلة تاني يوم ليمياء تكون  ما أكلت ليها اربعة وعشرين ساعة .. جاعت جوعة شديدة .. وشافت امها ماشغالة بالاضراب ده كتير .. لبدت في المطبخ .. وشالت ليها لقم كبار بلعتهن .. وشربت موية .. وقشت خشمها وطلعت ..  بقت تاني تاكل بالدس من امها في المطبخ .. 

 خمسة يوم نحن بالطريقة دي .. وامها ما كاشفة انها بتاكل بالدس .. 

قامت نادتها قالت ليها دقيقة يا ليمياء.. 

 انا عايز اقول ليك كلام .. خلي انك ترفضي الاكل وتعملي فيها حردانة .. امشي اشتري صبغة وتعالي اتسممي وموتي .. 

مابهمني .. بس ناس عمتك ديل ما يهوبو ناحيتنا .. احسن لي تموتي واكفنك وادفنك .. وما تمشي عروس لناس عمتك فهمتي ولا أزيدك فهم.. 

فشنو يا حلوة ؟ دايرة تاكلي اكلي.. دايرة تقعدي بالجوع عنك ما أكلتي .. خليني من حركات الاسرى دي .. 

ليمياء فعلا حست انها في الخطة دي فشلت فشل ذريع .. ولازم تفكر في خطة اكبر من دي عشان ماتفقد احمد عثمان ود عمتها .. 

واحمد هناك شاغلة تفكيره روان .. وبقى بعيد شوية من ليمياء .. الاتصال بعد يومن وتلاتة يوم .. وكلمتين تلاتة بس ..

كيفكم  ياليمياء ؟امك كيف؟ ان شاء الله طيبين ؟ انا كويس والله .. وعمتك كويسة .. 

وهي لسع ماكلمته قالت ليهو  امي راكبة راس ..

لانها عندها امل قوي جواها انو امها ترضخ وتتنازل .. 

ـــــــ

اما روان عايشة قصة مأساوية لا ليها أول ولا ليها آخر .. وكل ما تلاقي بابكر .. الهم والغم يكبن  فوق راسها زي الجبال ..

بقت تتهرب منه عديل .. مرات لمن يجي البيت تقول لي عزوز قول ليهو روان مشت الجيران.. وهي تكون جوة قافلة عليها غرفتها .. 

يعني بالاختصار ناس البيت عرفو انو روان ماعايزة الزول ده بس ماعارفين السبب شنو؟ 

زول كويس ومحترم..  وبحترم عمك علي وحاجة سلمى ..وبحب عزوز حب شديد .. وبجيب ليهو الهداية ..وبتعامل مع ناس البيت ديل معاملة فوق الممتازة .. 

.. واصلا مابجي البيت يديهو فاضية .. 

يعني هم شايفين مافيهو اي عيب .. لكن روان نهااائي ماواقع ليها الزول ده ..


وكل مرة هو بيعمل حركة تطمم بطنها منو زيادة .. 

يوم سمعته يتكلم في التلفون مع اخته .. 

قال ليها اسمعي يا سارة .. انا كلمتك قلت ليك العب ده اقطعي علاقتك بيهو .. وانتي ماعايزة تسمعي كلامي ..وانا والله بعد كدا صبري نفذ معاك.. ماعندي ليك غير العكاز بجي بكسرك وانتهينا .. 

انتي يابت عبيطة ولاشنو؟ .. الزول ده عب ..والله في الضلمة ماينشاف .. وانا والله اقطعك لحمة لحمة وما أخليهو يتزوجك .. انتي بتلعبي ولاشنو؟ وقفل التلفون .. صاري وشو وعيونو محمرة .. 

هنا طبعا روان اتضايقت ضيق شديد خلاص .. وقررت انها ماتسكت على الموضوع ده ..

قالت ليهو .. يابابكر سارة مالا؟ وده منو البتتكلم عنه معاها؟ 

قاليها تتخيلي الحيوانة دي ؟؟بتحب ليها (عب) ليهو شلاضيم .. من الحتة الفلانية ..

قالت ليهو الزول ده سوداني ولالا ؟ قال ليها سوداني ..

قالت ليهو مسلم ولاكافر؟ قال ليها مسلم .. قالت ليهو لكن يا ابابكر.. كلامك ده ماصح .. كيف انت بتصف سوداني مسلم حر اصيل .. بالعب ؟ يعني عشان لونو أسود او شعره قرقدي ؟ انت العب عندك بمقاس الجهل ولا شنو؟

بعدين الرسول عليه الصلاة والسلام.. قال لافرق بين عربي على عجمي ولا أبيض على اسود الا بالتقوى .. 

ربنا كرم بلال الحبشي الاسود .. وأهان ابولهب القرشي الهاشمي. ربنا ح يسألك من الكلمة العنصرية دي استغفر الله .. 

عاين ليها كدا لقاها زعلانة فعلا ةعيونها متغيرة .. قال ليها ياروان ..ماحصل شي ياخ .. خلاص اسف .. حقك علي .. 

قالت ليهو انت ما غلطت فيني يا بابكر.. انت غلطت في انسان غائب وغلطت في ربنا .. انك تتكلم عن خلقة الله .. 

مافي زول اختار شكلو او لونو .. ده رب العالمين يخلق ما يشاء ويختار .. ولا انا غلطانه .. 

قال ليها ابدا ماغلطانة معليش .. احتمال انا خانني التعبير وكدا .. بس انتي ماتزعلي وماتاخدي عني فكرة غلط .. 

,, 

طبعا ياجماعة مسألة التمييز العنصري هي المعضلة التي لم تستطيع البشرية تجاوزها .. حتى في الدول المتقدمة او المتحضرة كما يقولون .. وقد تكون العنصرية هي السبب في معظم الحروب والتوترات بين الشعوب .. 

والحق الذي ينبغي ان نجاهد في اثباته .. ينبغي ان لايلام احد بشئ لا يد له فيه .. فـلوني وجنسيتي وقبيلتي ولساني .. هي اشياء لم اختارها بنفسي وانما خلقها الله لي .. وانت كذلك .. فلاتذمو احد باختيار الله له .. 

ــــــــ

اها زي ما ملاحظين انو بابكر بنصاع لي نصائح روان زي الماحصل شي .. 

وم بحب انها تزعل منه او تاخد عنه فكرة غلط ..

روان لمن لقت الزول ده متساهل معاها ..وما بحب انها تزعل منه المفروض الكلام ده يريحها ووتكون مبسوطة .. لكن . لالا ..

هي متضايقة من الحاجة دي .. عارفين ليه؟ ..لانها مابتتمنى تعيش مع الزول ده حياتها ابدا .. 

فيوم فكرت انها تجيبها ليهو كبيرة .. عشان يزعل منها ويتشاكل معاها والحكاية تجوط ويقول ماعايزها .. 

قامت سألته قالت ليهو انت يابابكر .. مواظب على صلاتك ؟ لاني ماحصل شفتك مشيت صليت.. نحن بنكون قاعدين..  الأذان يأذن ..والناس يصلو وانت قاعد في نفس قعدتك ..

قال ليها والله يعني بقطعها .. يعني مرات اصلي كويس .. ومرات اتكاسل .. غايتو ربنا يهدينا ..

قالت ليهو بس يا بابكر الصلاة عماد الدين ..من اقامها  اقام الدين ومن تركها هدم الدين .. والزول المابصلي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر .. 

اي حاجة هينة يابابكر الا ترك الصلاة ربنا ما ح يووفقنا في حياتنا لو ماصلينا .. 

قال ليها ان شاء الله ربنا يهدينا ..

طبعا روان ماشة متعمقة في التدين والالتزام..  لانه الزول لمن يمسك درب ربنا .. بحس بالسعادة .. وكل يوم بمشي ملتزم اكتر .. عشان يزيد لنفسه من السعادة .. واتعس الناس هم البعيدين من ربهم .. 

ــــــ

طيب .. في موضوع كدا حايص لي روان  في راسها اللهو (موضوع النقاب) .. لانها حاسة انو حجابها ناقص بدون نقاب .. قامت اتصلت على امام المسجد الفي الحلة .. وكان رجل من اهل العلم .. بتسأله عن النقاب ..

فكانت الفتوى مختصرها (ان النقاب يدور بين حكمين الواجب والمستحب) .. فبعض العلماء يقولون انه واجب .. والبعض الاخر يقول انه مستحب ..والراجح انه مستحب .. يعني لو لبستي النقاب بتكسبي حسنات.. لكن لو ما لبستيهو  فلا ذنب  عليك..  مادام حجابك مكتمل .. 

المهم هي قالت حتى لو مستحب بس انا نفسي البسو .. 

وهي كانت عارفة انو بابكر لايمكن يتقبل النقاب باي شكل من الاشكال 

واحتمال دي تكون القشة التي تقصم ظهر البعير .. 

المهم .. 

كلمت امها قالت ليها ..يا امي انا عايزة اتنقب امها قالت ليها .. بري يايمة مالك متكفنة  وانتي حية .. خليك كدا سمممحة .. 

قالت ليها مزاجي يا امي.. نفسي نفسي البس النقاب .. قالت ليها على كيفك شاوري خطيبك احتمال مايرضى .. 

روان سرحت هناك .. وقالت في سرها خطيبي انا عارفة رايو .. ويارب يكون النقاب نقطة خلاف بيني وبينو ..  و المشكلة ياروان انو يوافق عليهو برضو .. تبقى كارثة..  ياناس  الزول ده انا ماعايزاهو من جوة قلبي اعمل شنو؟

ــــ

المهم  الفكرة العايز اوصلها ليكم .. انو روان بتخطط وبتعمل كل مافي وسعها  انها تتفكفك  من بابكر من غير اي خساير .. 

وبتخطط (تخطيط نسوي بحت)  كيد النساء العجيب .. البتعملو فيهو ليمياء بت الترزي مع امها بي غادي .. 

تابعو معاي نشوف روان هل ح تنجح في مسعاها  ولالا .. 

اول حاجة انتظرت ابوها لمن جا راجع  من السوق .. 

جات قعدت جنبو براحة كدا .. قالت ليهو كيف يا ابوي..  الليلة اليوم كان كيف معاك؟  .. عاين ليها كدا .. وقال ليها .. قولي ياروان.. طلبك شنو؟ انتي لمن تكوني عايزة تطلبي مني حاجة..  بعرفك ..... واخد ليهو بسمة .. 

قالت ليهو تسلم لي انت بتفهمني .. قالت ليهو يا ابوي انا اي حاجة عايزة  اعملا في حياتي بشاورك فيها  صاح ؟.. انا عندي رغبة شديدة البس النقاب .. عليك الله يابوي ماتقول لي لا .. نفسي نفسي والله..  يا ابوي اتنقب وارضي ربي بالحاجة دي .. 

قال ليها طيب مالو يا روان؟؟  دي حياتك الشخصية .. وانا اصلا ماقاعد اتدخل في انك تلبسي شنو .. وتاكلي شنو وتشربي شنو؟ 

بي راااحتك .. قالت ليهو الله يخليك لي يا ابوي .. بس عليك الله بكرة الصباح عايزاك .. تجيب لي معاك جوز قفازات .. ونقابين بس ..

قال ياستي اعتبري الموضوع ده منتهي..  بكرة يكون معاك .. بس في سؤال 

يعني انتي كلمتي بابكر بالموضوع ده ولالا؟؟ ..

قالت ليهو ماكلمتو .. لكن ان شاء الله مابرفض .. بعدين انا لسه بتك انت ..بابكر ماعقد علي .. الراي هسي رايك انت .. ولاشنو؟

قال ليها  والله انا من راي تتكلمي معاهو في النقطة..  في النهاية ده ح يكون زوجك ..وشريك حياتك .. 

قالت ليهو ان شاء الله مانختلف .. وهي جواها عارفة انو بابكر ح يخالفها .. واحتمال دي تكون نقطة خلاف وفراق بينهم ..

وقعدت براها تتخيل في البحصل .. 

 بتتكلم في سرها .. قالت الزول ده ح يشوفني منقبة قدام امي وابوي..

 وح يبدي اعتراضو .. وانا بزعل  وبقوم اهيج فيهو..  واولع الدنيا .. 

وان شاء الله تمطر حصو يازول .. 

اليوم كلو مقلقة ماعايزة بابكر يجي قبل بكرة المساء ..عشان النقاب يكون موجود .. ولمن يجي بابكر يلقاها منقبة .. 

ابوها بكرة لمن مشى السوق اتصلت عليهو تلات مرات .. كل مرة تذكره وتقول ليهو .. يا ابوي عليك الله ماتنسى النقاب القفازات .. 

وفعلا العصرية كدا ابوها جاء من السوق وجاب ليها نقابين وجوز قفارات .. 

الزولة دي فرحت فرح بالحكاية دي..  لمن ابوها قعد يعاين ليها مستغرب ..

قال ليها اول مرة اشوف لي زول بفرح بالكتمة .. يابتي مالك كاتمة الهواء من روحك؟ 

قالت ليهو كدا بكون مرتاحة والله .. ومشت دخلت جوة ولبست العباية والقفازات ولبست النقاب .. وعاينت لنفسها في المراية .. ماظاهرة الا عيونها .. ونبسطت شديد من شكلها الجديد .. (نيو اسلامك لوك) ..  

وجات طالعة توري في امها وابوها .. وهم يعاينو ليها مستغربين اكتر شي بالفرحة الحاصلة عليها .. وعزوز يضحك ويقول ليها .. داااااااااعش .. والله محاربين النينجا بس .. وهي تقول ليهو اسكت ياحيوان..  وهو يضحك ميت من الضحك ..

بس هم في الحالة دي .. وابوها طبعا بعاين في المشهد مولع سجارتو قصبة .. 

في عربية وقفت بره . و الباب دقة ..

طوالي روان دخلت جوة.. سكتت مسافة سمعت صوت بابكر .. اصلا صوتو عالي وكلامو كبار .. سلم على الجماعة .. وتسمع قوم ياعزوز دخل الحاجات دي جوة ..

امها جاتها  داخلة عليها جوة .. قالت ليها قلعي الحاجات اللابساها دي .. وتعالي سلمي علي بابكر..  جا  قاعد برة ويتلفت يفتش ليك ..زي الرايحة ليهو حاجة .. 

قالت ليها ليه يا امي اقلعهم؟ .. لمن يعقد علي حتى امشي قدامه عادية.. 

قالت ليها يابتي الله يرضى عليك ما تكاجري ..

قالت ليها..  امي امي امي .. امشي امشي خلاص بجي .. ومسكت امها من كتفيها وقبلتها لي برة .. يعني اطلعي خليني بجي .. امها طلعت وروان دقيقتين .. وجات طالعة لابسة الزي كامل مكمل .عباية .. وخمار طويل .. ونقاب وقفازات .. وشرابات .. ماتشوف منها الا عيونها .. 

بابكر اتلفت عليها وقال دي منو؟ روان؟ 

الى اللقاء ..