بقلم طارق اللبيب
الحلقة 2
احمد بعد سمع كلام روان ده.. حس انها ماناوية تتغير .. سكت مسافة .. وقال ليها انتي عارفة انا اتخذته القرار ده ليه؟ ..قالت ليهو عارفة ..
قال ليها خير ان شاء الله .. طيب مع السلامة ياروان ...
انتهت المكالمة بي هنا .. وروان اتقدت بالبكاء من هنا .. بكت بكت بكت..
لمن امها جاتها قالت ليها مالك يا روان؟ ان شاء الله بس مافي زول مات ؟
قالت ليها انا تعبانة يا امي تعبانة .. امها قعدت جنبها في السرير .. وقالت ليها احكي لي بالجواك ياروان .. امكن اقدر اخفف عليك ..
قالت ليها احمد يا امي .. .. احمد نهى العلاقة ..
قالت ليها طيب مالو؟؟
الدنيا انتهت؟ .. ولا الرجال كملو؟ .. وحات الله تجيبو سيدو .. انتي مالك يايمة بايرة ولابايرة؟ ..
قالت ليها بس يا امي انا زي احمد تاني مابلقى .. بس الغريبة الليله اصلا ما أداني فرصة اتكلم معاهو .. كل مرة بفتح الباب للنقاش .. الليلة بالذات قال لي ماعايز معاك نقاش .. بس انتهينا .. وقفل مني .. يا امي اعمل شنو انا ؟؟
امها قالت ليها .. هو كان جينا للصاح .. انتو اصلكم مابتتفقوا .. كل يوم بالليل انا سامعه هرجتك معاهو في التلفون ..
هو ماعايزك بالطريقة الانتي عايشة بيها .. وانتي ما دايرة تسمعي كلامه .. مع انه كلامه صاح .. بس نقول شنو ؟؟ انتن يابنات الزمن بقيتن قاهرات وما بتنغلبن .. والواحدة فيكن راسها زي الحجر..
روان قالت ليها يا أمي .. انتي قاعدة تتصنتي علي مكالماتي؟
قالت ليها اول انتي كلامك داساهو ؟؟ ماقاعدة تتكلمي بطول حسك ..
الماعايز يسمعك بسمعك.. ابوك واخوك اظنهم عارفين نقاشك مع احمد بتاعك ده..
بعدين انتي لو فعلا عايزاهو .. وبتبكي عليهو بالدمعة الرويه .. ليه معاكساهو؟؟ ..
قالت خير يا امي خير .. هسي خليني براي الله يخليك .. عايزة اكون براي .. امها قامت مشت .. وقالت ليها خير يابتي ربنا يهدي سرك ..
الليل داك كله روان تبكي ساعة .. وتسرح ساعة .. ماقدرت تنوم قامت زي الساعة ١١ بالليل .. وخشت الحمام .. واغتسلت وطلعت اتوضت ولبست لبس الصلاة وربطت راسها وقاامت صلت العشاء .. وبكت في الصلاة ودعت كتير بالهداية والثبات .. بعد خلصت من الصلاة .. قامت وقفت قدام المرايا .. وعاينت لروحها وهي لابسة الحجاب بتاع الصلاة قالت .. والله انا شكلي المفروض يكون كدا .. هيبة واحترام وجمال .. ورضى لربي .. وراحة راحة نفسية كدا .. ياربي تهديني وتثبني ..
بعد مشت علي السرير .. حست بانشراح .. وراحة نفسية ليها منها زمن .. زي الكأنه في نسيم باااارد مر عليها ظاهرا وباطنا وشالت نفس عميق وقالت الحمد لله يارب ..
حتى الحزن الكان جواها .. من موقف احمد خفه شديد .. وحست بالطمأنينه وثبات القلب .. وقالت براحة ياربي اختار لي الخير ..
نامت نومة عميقة .. وصحت على اذان الفجر .. بس صحت خايفة شديد وقلبها يضرب .. كانها شافت حلم مزعج .. قامت اتوضت وصلت الفجر في مواعيدو بالضبط .. امها صحت تصلي .. لقتها في المصلاية .. قالت ليها روان؟
قالت لها نعم يا امي ..
قالت ليها سبحان مغير الاحوال .. الصحاك في الوقت ده شنو؟ كمان بتصلي؟
كنت بتنومي الايصحوك للشاي.
قالت ليها والله يا امي شفت لي حلم غريب خلاص ..وصحيت مهجومة وخايفه .. وقلت مادام صحيت.. احسن اصلي .. تاني ماعايزة افرط في صلاتي ..
امها قالت ليها ان شاء الله خير يابتي .. حلم شنو كمان؟ .. النصلي واجيك تحكيهو لي.. انتظريني..
قالت ليها حاضر يا امي .. منتظراك هاك المصلاية ..
روان قعدت في السرير محتارة شديد في الحلم الشافتو ..
بعد امها صلت جاتها..
قالت ليها يا امي انا شوفت في النوم ..زي الكاني شايله لي لبن في كيس .. اللبن اشتريتو براي .. جايباهو من بره البيت .. وعايزة اشربو .. كبيتو في كورة ..وختيتو قدامي ابيت اشربو .. زي الخايفة منه .. فجاة حسيت نفسي جعانة.. رفعتو عشان اشرب منه .. جا زول ماشي علي .. ماشايفة وشو .. مسكني من يدي .. وشال مني اللبن ..
ختاهو بعيد ..وربط يديني ورا ضهري.
وشال اللبن ومشى .. وخلاني مربطة وخايفة .. بعد شوية جا ماشي علي تاني .. سامعة خطواته .. المرة دي شايل ليهو صحن فيهو دم .. ومسكني من رقبتي وسقاني الدم بالقوة .. صحيت خايفة لمن طعم الدم في خشمي ..
امها قالت ليها بسم الله الرحمن الرحيم .. ان شاء الله خير وزين .. تكون هلاويس ساي ما تختي ليها بالك ماتفكري فيها ..
قالت ليها بس يا امي ما شكلها هلاويس .. زي الكأنه شي واقع .. ماحلم .. واضح وضوح شديد .. قالت ليها مهما يكون .. خلاص قولي بسم الله .. انتي صليتي .. اتحصني وقومي على اوضتك ..
روان مشت اوضتها .. رقدت في السرير .. وبقت تفكر مرة في الحلم .. ومرة في احمد .. ومرة في كلام الراجل بتاع امبارح .. ما قدرت تغمض لغاية ما الشمس شرقت .. وقامت على حيلا ..
المهم كل الشاغل تفكيرها في الوقت ده .. انها عايزة تغير طريقة حياتها خاصة لبسها .. وتلبس زي بنات الناس .. محتشمة ومحترمة ..
وفعلا مع مرور الايام .. غيرت من نفسها بالتدريج .. حافظت على صلاتها .. وقربت من ربنا .. وبقت لمن تمشي لي ناس ميمي .. بتمشي لابسة لبس طويل .. ومغطية شعرها .. ماظاهر منها الا وشها وكفيها ..
وبرضو احمد شاغل تفكيرها .. بس معاندة .. كل يوم بتتخيل انو أحمد ح يتصل عليها .. وهي ح تقول ليهو انا اتغيرت .. اها يوم وهي قاعدة مع ميادة اللهي ميمي ..
قالت ليها ياروان ليه انتي ماتتصلي عليهو .. وتقولي ليهو انا سمعت كلامك واتغيرت .. والله ح يفرح فرح شديد و مايصدق ..
قالت ليها اتصل عليهو انا؟ وين كرامتي .. انتي ماشفيهو اليوم داك اختصرني كيف؟؟ وما اداني اي طريقة اتناقش معاهو ..
ميمي قالت ليها بابا بقول بين المحبين مافي كرامة .. يعني لمن تحبي زول بصدق .. عادي ممكن تهيني كرامتك وتعتذري ليهو .. حتى لو اهانك .. لانو الحب الحقيقي .. خالي من الانانية وحب الذات ..
قالت ليها معليش والله .. انا كلام ابوك ده .. ما مقتنعة بيهو كيف يعني اهين كرامتي لواحد مابقدرني .. نفسي عندي اهم منه ..
ميمي قالت ليها ما اختلفنا.. بس كده مابسموهو الحب الحقيقي .. انا بقول ليك انو الحب الحقيقي غير مشروط ..
قالت ليها خلاص يا ميمي .. فهمت .. بس مابتصل عليهو .. والله لو أموت من الشوق والقهر .. ما أتصل عليهو ..
سكتت مسافة وقالت ليها انتي عارفة ياميمي .. احسن حاجة في الموضوع شنو؟ .. انو انا اتغيرت .. وبقيت قريبة لي الله .. براااي من دون تأثيره .. عشان ما أكون اتغيرت عشانو هو ..
ميمي قالت ليها طيب .. ارح بكرة نسلم عليهو في السوق العربي .. اساسا انا عندي شاشة تلفوني مكسورة ماشة اغيرها .. ومرة واحدة نمر عليهو .. نسلم عليهو .. رايك شنو؟
قالت ليها لالا أبدا ما بمشي معاك .. لو ماشة لاي حتة غيرو هو .. انا معاك طوالي .. قالت ليها طيب تمام .. تمشي معاي نغير الشاشة بس ..وبوعدك ما حنقرب لمكانه .. تمام؟
متين؟ بكرة ..
المهم بكرة الصباح .. روان كلمت امها .. وقالت ليها انا ماشة مع ميمي السوق العربي .. تغير شاشة تلفونها ..
امها قالت ليها ليه يعني تمشو الخرطوم؟؟ ما هدي ام درمان كلها محلات تلفونات .. والشهداء ملانة محلات تلفونات وتصليح وغيرو ..
قالت ليها والله يا امي ماعارفة .. احتمال عندها زول بتتعامل معاهو .. بس المهم كلمتك .. انا ماشة معاها عشان تكوني عارفة .. ما تقلقي ساي تمام؟
قالت ليها خير ياروان .. انتي بقدر اقول ليك لا؟؟
اها يازول من الصباح الساعة 9 .. روان لبست اللبس المحترم .. وربطت راسها بالدبابس .. وشكلها طلع .. (الصلاة علي النبي) .. عين حاسدة ماتشوفها .. لمن تشوفها تعجبك .. وتحترمها في نفس اللحظة ..
وقفت قدام المراية .. وعاينت لروحها كدا وهي لابسة اللبس المحتشم ..
وقالت مية المية ياروان .. احييييك ..
طلعت مشت لي ميمي .. وساقتها مشن الاتنين وركبن على السوق العربي .. في المواصلات نظرة الناس ليها اتغيرت.. زمان كانت بتحس النظرات وسخة ومامحترمة .. هسي بقت بتشوف الناس محترمنها شديد .. حتى الناس البعاينو ليها مابكررو النظر مرتين احترام بس ..
على ذمة الراوي .. قال لمن روان دخلت الحافلة .. الناس الكانو بتونسو كلهم سكتو .. !!! لك ان تتخيل ..
والناس بزحو ليها من الطريق .. وبفضو ليها الممشى عشان تمر .. وبنظرو ليها نظرة احترام عجيبة.. لمن هي استغربت .. مافي زول اتكلم معاها ولافي زول قال ليها كلمة ماياها ..
وطبعا دي اول مرة تطلع باللبس ده .. وكانت مرتاحة نفسيا لدرجة بعيدة ومبسوطة من نفسها .. وماحاسة بالذنب زي زمان ..
المهم وصلو السوق .. ونزلو مشو لواحد كدا .. ميمي بتعرفو تقريبا ..
زول مهذب شديد .. سلم علي ميمي باسمها .. بس كل الوقت بسرق النظر لي
روان .. وروان واقفة بعيد مربعة يدينها .. ومدنقرة في الارض.. البت بقت رهيبة ياجماعة ..
والزول صاحب المحل شكلو ضاع .. تعالو نشوف .. لدرجة انو صلح الشاشة لميمي .. وحلف من حقها .. وقال ليها المرة دي علي انا .. قالت ليهو ليه الحصل يعني ياحسن؟
قال ليها لانو صاحبتك دي .. اول مرة تجي المحل .. نكرمك عشانها .. روان رفعت راسها .. وقالت ليهو شكرا ليك والله ماقصرت .. لكن بس يعني شيل مننا ولو بالتخفيض .. قال ليها لا والله .. مابشيل ولاقرش دي علي انا .. والكلام انتهى ..
ميمي طبعا ما انتبهت لاعجاب الزول ده بروان ..
اها لمن طلعو .. ميمي قالت لروان كدي اديني تلفونك ده دقيقة هاك امسكي تلفوني .. لانو قالو ماتفكوه الابعد ساعة .. عايزة اشوف حاجة .. روان طوالي ادتها التلفون ..
ميمي فتحت الاسماء وبقت تفتش لاسم احمد .. وروان ماجايبة خبر ..
وميمي لمن لقت رقم مسجل بأسم كاتبة عليهو (الحب كله) ..
عرفت انو ده ابوحميد.. حفظت الرقم في راسها سريع .. ورجعت ليها تلفونها .. وروان شايله تلفون ميمي الكان ملفوف بلساتك ..عشان الشاشة الجديدة تثبت ..
قالت ليها ممكن نمشي المول نشرب حاجة .ياروان؟ انا عازماك على حاجة اقلها نأخد لينا قعدة ونلف شوية في المول حتى نمشي البيت ..
قالت ليها خير يلا ماورانا حاجة .. مشو المول اللهو اسمو مول الواحة .. في السوق العربي ..
وميمي بالعزومة دي كان عندها هدف .. بعد شوية ح نعرفو ..
دخلن المول ومشن قعدن في حتة كدا .. وميمي طلبت عصير وقعدن يتونسن .. ومشن لفن على المحلات .. المهم الساعة خلصت .. ميمي فكت تلفونها من اللساتك وفتحته .. وهي لسع حافظة الرقم بتاع أحمد .. مشت بعيد من روان .. و اتصلت عليهو .. قالت ليهو الو احمد ؟
قال ليها عليكم السلام ..
قالت ليهو انا ميادة .. صحبة روان عرفتني ؟ قال ليها ايوة طبعا حبابك يا ميمي كيفك وكيف روان؟
قالت ليهو .. يا أحمد ممكن تجينا في المول.. انا متصلة عليك . وهي معاي .. بس بدون هي ماتعرف اتصلت عليك ..
قال للاسف انا............. تيت تيت تيت .. الخط فصل .. قبل مايكمل كلامه ..
ميمي ماعرفتو داير يقول ليها انا شنو؟؟ .. رجعت ليهو تاني ..بس لقت التلفون مقفول ..
حاولت كم مرة التلفون مقفول .. بس شكله تلفونو خلص شحن ..
المهم براها قالت خلاص .. هو عرف انها معاي في المول .. لو باقي عليها بجي .. ولو ماجا معناها الموضوع بايظ ..
بقت تصبر في روان .. كل ماروان تقول ليها يلا ياميمي .. خلاص اتأخرنا ..
ميمي تقول ليها بس لحظات .. نحن ما ورانا حاجة ..
بعد مسافة قالت ليها انا مابنتظر تاني .. لانو صلااة الظهر قربت .. لازم نمشي ..
وطبعا الوقت كان كافي انو احمد يجي ومااااااااجاء ..
وميمي قنعت منه .. ومشو خلاص ..
هل ياترى اتصال ميمي ده ح يكون فاتحة خير جديدة .. ترجع المياة الى مجاريها .. ولا ح يكون ده اخر حبل وانقطع؟؟ وأحمد قال للاسف انا... ............... والخط قطع.. كان عايز يقول شنو؟ .. ..
في الشارع في زول اتصل علي ميمي .. وبقت تتكلم براحة عشان روان ماتسمعها .. الاتصل ده حسن بتاع التلفونات الصلح الشاشة .. اتصل علي ميمي .. قال ليها اها ياميمي التلفون ظبط؟
قالت ليهو تمام والله ياحسن ..زي الشاشة الاصلية بالظبط .. قال ليها دي شاشة اصلية يابت انا مابديك تقليد ..
بس عندي منك طلب ياميمي .. البت الجات معاك دي عجبتني شديد .. ودايرها على كتاب الله وسنة رسوله .. وعايزك تكوني وسيطة لي تكلميها ..
قلتي شنو؟
الى اللقاء ..