بقلم طارق اللبيب
الحلقة 1
والله ياجماعة الخير .. ماشرع ربنا لعباده الا لخير ليهم .. ولا منعهم من شي .. الا لانه فيه ضررهم . وهذا مشاهد معروف .. لدى اصحاب العقول النائرة والالباب المتقدة ..
اما من اضله الله .. وختم على قلبه وسمعه .. وجعل على بصره غشاوة .. فانه لا ينتبه .. ولايعرف .. وينكر بالجهل ويهمل بالغباء ..
بالمناسبة من كترة ما ثبت للمؤمنين .. من المنفعة في تنفيذ اوامر الله .. بقو ينفذوا امر الله .. من غير مايعرفوا حكمة المشروعية ..
وده المعنى الحقيقي لكلمة الاسلام .. يعني تسلم لله في احكامه الشرعية والقدرية..
تنفذ امر الله من غير ماتقول ليه؟ وعشان شنو؟
وتقبل بقدر الله .. من غير ماتقول حصل كدا ليه؟ وربنا يعمل دا فيني كدا ليه ؟؟ وووو ..
بالمناسبة الحكاية دي مهمة شديد .. انك تفهم حاجة مادام انت مؤمن ..انو ربنا ليهو العلم المطلق والحكمة المطلقة .. في تدبير امرك وتوجيهك بالشرع فما عليك الا التنفيذ بدون تردد ..
يعني مثلا احكي ليكم قصة .. في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
هنالك حديث ينهى .. ان يشرب الانسان من فم القربة .. يعني مثلا لو عندك قربة فيها موية .. فماتشرب من خشمها طوالي كدا .. يا اما دخل الكوز جوة القربة .. او تكب منها في الماعون الشايلو وتشرب ..
ابن عبد البر بحكي حكاية عجيبة جدا .. قال يحكي عن ابن يسار .. قال بن يسار .. كنت اقول في هذا الحديث .. (حديث النهي عن اختناث الاسقية ) هذا .. ان لهذا الحديث لشأنا .. وما الشرب من فم القربة؟؟ .. يعني ماهي الحكمة من المنع وما الفرق بين الشراب من فم القربة او ادخال الاناء فيها او الصب منها؟؟ حتي يأتي فيه هذا النهي؟
فما زلت اتسأءل في نفسي.. حتى بلغني ان رجلا اختنث قربة يشرب من فمها .. فوكعته حية فمات .. يعني كان في ثعبان داخل القربة .. يسبح في الماء .. لايجد طريق الخروج .. فلما فتح الرجل القربة .. .وادخلها في فمه. دخل الثعبان الى بطنه مباشرة فمات ,.
هذا حتى لا نستهين باوامر الرسول صلى الله عليه وسلم. لمجرد اننا لانعلم القصد منها ..
اها ندخل في القصة ..
قصتنا مع بت من بنات الاسر الكريمة . متوسطة الحال ..البنت فائقة الجمال والعفة .. اخلاقها حميدة ..تصلح ان تكون مثالا طيبا لبنات الجيل .. وعايزين نتابع الاحداث الحصلت ليها في حياتها..
روان الان عمرها 22 سنة اتخرجت من أداب النيلين وقعدت في البيت ومن هي في الثانوي الناس بتقدمو ليها وهي بترفض مصرة تكمل دراستها والحمد لله دراستها اكتملت .. وهسي عندها علاقة مع واحد مامعروفة ماشة علي وين؟
روان زولة عادية في شخصيتها .. ايوة جميلة وفاتنة صح.. لكن عاملة حسابها على نفسها شديد .. بس ما ملتزمة ولا بتلبس لبس ساتر.. ولا بتغطي راسها .. وبتلبس بناطلين وفنايل .. مرات مجبص عليها مرات شفاف ..يعني ماخدة راحتها على الاخر . .. وبتقطع الصلاة .. مرة تصلي ومرة تجلي .. وزولة وناسة وضحكاتها عالية متحررة ومنفتحة شديد .. وكانت بتلاقى مضايقات ومعاكسات شديدة بي سبب لبسها المتحرر .. واتعرضت للتحرش كتير جدا.. لانها جميلة ..مابتقدر تعاين ليها مرتن من جمالها ..وجسمها فتنة بمعنى كلمة فتنة زي ما ذكرنا تمام؟؟ ..
بس كلها مضايقات هامشية ومشاغلات وتعليقات سخيفة هي ما قاعدة تشتغل بيها كتير ودايما بتسفه الواحد وبتمشي في حال سبيلها ..
بس في يوم من الايام كانت ماشة بالشارع والوقت قريب المغرب والشارع مقطوع .. كان في تلات شباب ماشين وراها وبعاكسو فيها وبعلقو تعليقات مخجلة .. على جسمها وهي بتسمع .. ما اشتغلت بالموضوع واتخيلت انو وضع عادي زي البتسمعه كل مرة .. بس حست انو الشباب ديل ملاحقنها ومقربين عليها .. فقامت اسرعت في مشيتها منهم ..قامو جارين وراها جري عديل .. لدرجة انو في واحد هبش كتفها بيدو .. بس هي جرت بكل ماعندها من قوة .. واول باب في طريقها دفرتو لقتو مقفول.. بقت تضرب فيهو بقوة ..
والشباب وقفو .. ورجعوا بعيد شوية من الباب .. في راجل عمك كبير كدا جاء طالع فتح ليها الباب .. قالت ليهو لو سمحت ياعمو.. الاولاد ديل بعاكسو فيني .. وساكيني .. وانا خايفة ..
الراجل عاين ليها من فوق لي تحت كدا .. وقال ليها .. طيب ومالو ؟ ماااا انتي أهو انتي اصلا عارضة نفسك للتحرش والتجارة ..لبسك مامحترم خالص .. وبضاعتك كلها معروضة للناس .. واي زول يابتي يخلي الحاجة الغالية مكشوفة.. الناس بتطمع فيها .. الناس قلوبها ضعيفة ..
وانا مستحيل ادخلك بيتي بي لبسك ده.. انا عندي بنات خايف عليهم .. وعندي اولاد شباب ..انتي وين ابوك؟ .. وكيف يخليك تطلعي من البيت باللبس ده؟ ...
روان بكت شديد.. وحست انها خجلانة من روحها.. وبقت تجرجر في الاسكيرت وفي اكمام الفنيلة المجبصة عليها .
الراجل قال ليها خليك واقفة هنا .. وطلع مشى على الشباب .. لمن شافوهو جاي ماشي عليهو .. رجعوا بخطاوي سريعة ..وهو بقى يتكلم معاهم بصوت عالي .. عيب عليكم والله .. انتو بالمناسبة كلاب وكلاب ضالة كمان .. يخسي عليكم وعلى تربيتكم ياعواليق.. ماعندكم اخوات في البيت؟ .. واحد فيهم قال ليهو والله ياعمك زي دي ماعندنا .. وهم ماشين ..
لمن بعدو وغابو من عينو .. جاها راجع وقال ليها خلاص امشي تاني مابتجيك عوجة .. لكن اعرفي انك بلبسك ده بتدعيهم للززيلة دعوة ضريحة .. وبتعزميهم على جسمك .. واي زول يشوفك بقول انتي عايزة كدا ..
رجعت البيت وهي متضايقة وبتبكي .. لاول مرة تخاف للدرجة دي .. لانها أوشكت تقع في مسألة اغتصاب عديل ماتحرش ..
روان عندها اختين اكبر منها متزوجات وباطفالهم .. وهي التالتة بس هي اجمل بت في البيت بدون مقارنة ..وعندها اخ واحد في عمر ال16 سنة تقريبا ..ابوها راجل طيبان .. ورامي الحبل على الغارب ..ومدي البنات حريتهم للاخر .. يعني ماعندو التزام ...لافي نفسه ولافي بيته .. نعم صلواتو الخمس مواظب عليها والتدين العادي .. وبعشق البرنجي .. (نوع من السيجاير) ..
امها مراة طيبانة وشخصيتها ضعيفة جدا . وحنينة اصلا ما من الحريم البكوركن ويهيجن ويداعن ديك ..
روان عندها صديقة طيبة وبت حلال بتجيها في البيت طوالي .. وهي بتمشي ليها كمان .. اها يوم الحادثة ده ضربت ليها تلفون .. قالت ليها تعالي يا (ميمي) سريع انا عايزاك ضروري.. انا حاسة اني بموت .. قالت ليها يابت طيرتي قلبي مالك احكي لي؟ ..
قالت ليها لالا مابنفع في التلفون.. تعالي لي سريع عليك الله ياميمي .. ميمي جاتها في البيت .. ميمي اساسا اسمها ميادة .. بس بقولو ليها ميمي..
قالت ليها مالك يا روان؟؟ حيرتيني.. اول مرة اشوفك منهارة ومرعوبة كدا .. قالت ليها اقعدي احكي ليك ..وحكت ليها المنظر كله وكلام عمك الكان جرحها جرح اثر في كرامتها ونفسياتها ..
ميمي قالت ليها .. وهو مالو ومالك؟ موش دي حرية شخصية؟؟ تلبسي اليعجبك هو الدخلو شنو؟؟ شوفي الراجل القبيح ده عليك الله .. المفروض يلوم الاولاد ولايلومك انتي ؟
روان قالت ليها لالا يا ميمي .. والله فعلا كان كلامو صاح .. ودي الحقيقة .. اللبس ده ما حرية ..ابدا ماحرية .. من الشي الشفتو .. مستحيل يكون كلامك ده صح .. يعني انا لو كنت محجبة .. ولابسة كويس ماكان حصل لي كدا .. حتى لو اتحرشو بي الاولاد .. الراجل الكبير ده كان احترمني.. ودخلني في بيتو ..
اتخيلي رفض يدخلني بيتو .. حسيت باني تافهة وحقيرة والله..
ميمي قالت ليها بس يعني نحن نغير قناعتنا ولبسنا عشان المتحرشين؟؟ .. المفروض الناس يتصرفوا معاهم هم موش نحن ..
روان قالت ليها .. ياهو المجتمع كدا .. الناس قلت عندها الكرامة وبقى ماعندهم اي خجل ولا مراعاة لكرامة البت .. المجتمع كل يوم ماشي نازل في الوحل .. الصاح نحن نعمل حساب لانفسنا ..والزول لو ما احترم نفسه الناس مابتحترمو..
طبعا اول مرة روان تقول كلام زي ده .. ميمي بقت تعاين ليها .. وقالت ليها لالالا انتي الموضوع ده اثر فيك شديد وح يغير شخصيتك ..
قالت ليها فعلا ياميمي انا حاسة احساس غريب جواي في حاجات جواي بتموت وفي حاجات بتحيا ..
في الونسة دي وميمي بتطمن فيها وعايزة تنسيها الموضوع باي طريقة.. حاولت تغير ليها السيرة دي ..
قالت ليها ماقلتي لي يا روان ..اخبار احمد معاك شنو؟ قالت ليها والله يا ميمي احمد تمام معاي.. اهو بس كل يوم بتكلم معاي في اللبس وفي الالتزام ..
ايوة انا بحبه اكتر من روحي.. لكن افكارو العجيبة دي ما عاجباني.. لكن الليلة اتأكدت انو كلامه كان صاح ..
وفعلا كان خايف علي ..!!!
احمد عثمان واحد كان عنده علاقة عاطفية جادة جدا مع روان ومعجب بيها شديد وبحبها .. لكن متردد في انه يطلبها للزواج .. ليه ؟؟ .. لانه ماكان عايز واحدة متحررة تكون ام اولاده وبناته .. وتربي ليهو اولاده تربية منهارة ..
فكان بتكلم معاها كتير في موضوع الالتزام واللبس.. وكل يوم بيناتهم نقاش في الموضوع ويزعلو من بعض وتاني يرجعو لبعض ..
هو يقول ليها والله يا روان انا باقي عليك وماعايز غيرك.. بس اسمعي كلامي وغيري من نفسك .. البسي كويس وواظبي علي صلاتك ..وخلي علاقتك بربك كويسة ربنا يوفقنا ..
وهي تقول ليهو ان شاء الله ربنا يهدينا ياشيخنا .. كل مرة شغال لي في اسطوانتك المابتنتهي دي .. اللبس.. الصلاة... الماعارف شنو؟
اها هسي الان روان بعد الموقف ده .. بقت تسرح مسافة وتتذكر في كلامو بالحتة .. وكيف كان صادق معاها وعايز ليها الخير ..
روان قالت لي ميمي والله ياميمي نفسي هسي اتصل عليهو.. وابكي ليهو في التلفون ده .. واقول ليهو اعفي لي في الكلام البايخ الكنت بقولو ليك ..
قالت ليها هسي انتي اخدي راحتك..
لي بعدين اتصلي عليهو بالليل بمزااج كدا وقولي ليهو كلامك ..
قالت ليها يا ميمي انا عايزة اتغير لكن كيف ماعارفة ..وهل بكون قادرة ولالا .. وخايفة من كلام الناس .. وصاحباتي يسووني مضحكة ...
ميمي قالت ليها اسمعي ياروان انتي اهم حاجة تكوني واثقة في نفسك ومتأكدة من قناعاتك واختياراتك وما تشتغلي بكلام الناس ..
الناس اصلا الزول الماشي صاح مابخلوهو.. والماشي غلط ما بخلوهو .. اعملي البريحك ..والشايفاهو صاح اعمليهو .. وتاني الناس يحرقو بي جاز وكبريته في ستين ..
اها يازول بعد كلام طول بين روان وميمي .. قامت ميمي مشت البيت .. وخلت روان قاعدة سارحة شديد .. وبتفكر في الحصل ده .. والراجل الرفض يدخلها في بيتو .. ورفض يحميها من الذئاب.. كلامو يزن في راسها كل مرة ..
ناس روان ساكنين في ام درمان الثورة .. الحاره السابعة
بعد ساعة كدا من ما طلعت منها ميمي .. اتصل عليها احمد ..
دقيقة النعرفكم عى احمد ده .. احمد عثمان زول طيب ورهيب .. ومواظب على صلواته .. وبحب الخير والتدين ..ساكن في العباسيه . وعنده دكان بتاع تلفونات في السوق العربي .. حالته المادية ممتازة جدا سايق سنتافي موديل السنة الفاتت .. يعني ترطيبة .. (دين ودنيا ) .. بحب روان جدا .. بس احتمال يتزوجها ده احتمال ضعيف شديد بي حالتها الشايفها دي .. لانو اي زول بتمنى بت محتشمة .. عشان تكون عرضو وشرفو وام اولاده ..
اها بالليل كدا قبل ماهي تتصل عليهو اتصل عليها براااهو..
قال ليها كيف ياروان .. قالت ليهو انا تمام انت كيف ؟
قال ليها والله في احسن حال .. اسمعيني ياروان .. طبعا بعد اخر كلام لينا انتي زعلتي من كلامي .. وانا انتظرتك كتير ياروان تتخذي قرار .. وانا والله كنت باقي عليك.. وماحبيت غيرك .. لكن انتي ماعايزة تتغيري لا عشان ربك ولاعشاني .. المهم هسي انا ماعايز اتناقش معاك بس عايزك تسمعيني وخلاص .. خير ؟ قالت ليهو خير .. اتكلم انا سامعة ..
قال ليها انا والله بعد تفكير كتير شديد .. اتاكدت انو نحن مابننفع مع بعض و قررت .. قررت انو كل زول مننا يمشي في سبيل حاله ..
احتمال انتي تلقي الزول البتنفع معاهو حياتك...
وانا القى الزولة البتنفع معاها حياتي ..
لكن انا وانتي حياتنا ما بتتفق مع بعض ..
روان حست بي عبرة واقفة ليها في حلقها وماقدرت تتكلم ..
وكانت عايزة تقول ليهو .. خلاص انا ح اتغير يا احمد .. لكن غلبها تتكلم كله كله .. كانه في شي لجمها وبكمها ..
قالت ليهو خير يا احمد .. مادام ده قرارك ربنا يوفقك ..
الى اللقاء ..