القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قلبي امانة عندك الحلقة الحادية عشر

  


بقلم طارق اللبيب 

الحلقة  11


 ام ليمياء لمن شافت بنتها واقفة في الباب>> تسمع فيها وعيونها كلها غضب وغل .. نزلت التلفون من اضانها .. وقالت ليها ليمياء انتي واقفة بتسمعي في كلامي يعني .. (لاحظ .. خط التلفون مازل مفتوح نزلته قبل ماتنهي المكالمة )  واحمد هناك يسمع .. 

قالت ليها ليه يا امي انتي بتعملي كدا؟ يا أمي انتي مصرة تخليني اكرهك واحقد عليك؟ 

قالت ليها مادام انتي مصرة تختاري ناس عمتك .. وتجدعيني انا زي الكلبة .. وتعرسي احمد غصبا عني .. انا بعمل كل البقدر عليهو.. عشان احرمك الدايراهو .. قالت ليها .. اها اسمعي اقسم بالله.. انا غير احمد ما اتزوج لمن اموت .. وباكر بمشي ليهم في بيتهم واقعد عندهم .. ولو أحمد رفض يتزوجني ..بسبب كلامك القلتيهو ليهو ده ..انا حالفة ابقى خدامة لي عمتي لمن اموت ..وتاني لاتشوفيني لا أشوفك ... وقعدت تبكي ..وتقول ليها ماعافية ليك يا امي .. ماعافية ليك ..

كل الوقت ده واحمد بسمع.. وهن الاتنين ماعارفات الخط فاتح .. احمد لمن حس انو ليمياء طلعت تبكي والنقاش انتهى.. قفل الخط ..وراسو ضرب ضربة غريبة خلاص .. والليل داكله هو يفكر ومغموم  من جهة ومبسوط كم جهة .

اولا  مغموم كيف المراة دي مصرة على رفض العلاقة مع ناس بيتنا .. 

وليه دايرة بكل السبل والوسائل انها توقف العرس ده ؟   والحاجة العجيبة الجميلة في الموضوع ..انو  ليمياء متمسكة بيهو للدرجة المجنونة دي.. لدرجة انها  مستعدة تخسر امها عشانو .. ونوع الحب ده مالقاهو من روان في ايام علاقتو معاها ابدا .. 

بقى يتبسم براهو مع انه مهموم .. وبدت حاجات جواهو تتحرك حركة ماطبيعية تجاه ليمياء .. والسب كان خط التلفون الفاتح بالغلط .. 

باختصار الزول ده بفكر لغاية قريب الصباح مانام.. ولا كلم  زول من ناس البيت بالحصل ده .. 

وقعد يقول لكن ياربي هل فعلا ليمياء ح تسيب امها وتجي تقعد مع امي ولا ده كلام زعل ساي .. كدي نشوف للصباح .. 

صباحات الله بي خيرا.. الصباح طلع مشى على الشغل ومازال تفكيرو مشغول بالحصل .. الساعة تسعة صباحا ليمياء لمت هدوما الوسخان على النضيف في شنطة وركبت مشت لي عمتها .. 

وقعدت قدامها تبكي . 

قالت ليها مالك يا ليمياء؟ .. قالت ليها ياعمتي انا غير احمد مابعرس لو أموت .. عاهديني ياعمتي .. تقيفي معاي ماتخليني براي . 

قالت ليها كدي اهدي .. وبراحة احكي لي مالك؟  مايكون احمد زعلك في حاجة ؟ ولا رفضك؟؟ .. قالت ليها ابدا .. احمد ربنا يحفظه ماحصل سمعني الا الخير ... دي امي يا عمتي .. امي مصرة اني ما أتزوج احمد .. وراسها وستين سيف لو يبقى احمد اخر راجل مايعرسني .. 

قالت ليها لكن السبب شنو؟ مالو احمد عيبو شنو؟ ماحكت ليك ؟ 

قالت ماعارفة ياعمتي .. ماعارفة..  ابت توريني اي سبب .. بس قالت لي الناس ديل ما عايزين معاهم علاقة ؟ 

قالت ليها الناس منو يا ليمياء ؟؟ موش نحن اهلك واهل ابوك ؟ كيف يعني الكلام ده ؟ .. أكيد امك دي بتهظر معاك..  ولا يكون عندها راي تاني.. لكن ده ماكلامها ..

 قالت ليها لا ياعمتي امي مابتهظر بعرفها انا..  وبعرف كلامها لدرجة اني هددتها .. وقلت ليها بمشي اقعد مع عمتي وبتزوج في بيت عمتي ..

ام احمد قالت ليها والله يا بتي ماعارفة اقول ليك شنو؟ لكن اصبري كلها تتحلا ان شاء الله .. امك بنرضيها ليك ماتشيلي هم .. 

ليمياء قاعدة اليوم داك كله في ام درمان..  امها ولاتلفون ما اتصلت سألت منها ولا شي .. 

احمد أتصل علي امه عشان يتخبر.. بالجابس كدا ..  هل ليمياء جات فعلا ولا ماجات..  لكن ماسأل امه عنها.. بس اتصل لي موضوع تاني .. ماعارفو شنو؟ لكن امه قالت ليهو تعال بدري ليمياء دي جاتنا..  وفي مشكلة صغيرة كدا عايزين نحلها .. 

قال ليها مشكلة شنو يا امي؟  كأنه ماعارف حاجة  .. قالت ليهو بس انت تعال بدري .. قال ليها حاضر .. 

هنا احمد اتأكد انو ليمياء دي جادة في حبها  .. وممكن تخسر الدنيا كلها عشانو ..

المهم  أحمد جاء بدري ..  فعلا حصل الغدا في البيت ...

جا سلم علي ليميا عادي وهادي ومتوازن.. كأنه مافي حاجة  .. بعد اتغدا وشرب الشاي ..  امه قالت ليهو تعال اقعد هنا .. حاصل حاصل حاصل .. 

ليمياء قالت ليها احمد عارف ياعمتي.. لانها امي اتكلمت معاهو امبارح وقالت ليهو انا رافضة العرس ده .. صاح يا أحمد ؟ 

قال ليها صاح  .. بس امك مما ورتني السبب شنو؟ 

امه قالت ليهو اها يا أحمد انت رايك شنو؟ في الكلام ده .. ليمياء قعدت تعاين لاحمد.. تشوفو ح يقول شنو؟..  احمد قبل مايجاوب على امه ... عاين لي ليمياء كدا بنظرة عجيبة ما عندها اي تفسير ..

وقال ليها  اسمعيني يا أمي انا ماعندي استعداد اتنازل عن ليمياء ابدا  واليحصل يحصل .. 

ليمياء دي لمن سمعت الكلمة دي  .. دموعها جرن بدون ماتحس .. وبقت تعاين لي احمد بابتسامة كلها اعجاب وفخر  .. 

قال ليها يا امي المفروض  امها تورينا سبب الرفض موش كدا؟

.. لو لقيناهو  رفض منطقي نتناقش معاها بالمنطق .. ولو  راكبة راس ساي ماعايزانا .. انا مابتخلا عن بت خالي نهااااااااائي  ..

 المهم انا ليمياء مابتخلا عنها مهما يكون .. وبكرر في الكلمة دي عشان يطمنها انو واقف معاها .. 

امه قالت ليهو يا أحمد .. نحن  لكن بنقدر نعرس البت من غير رضا امها؟؟ ..انت عارف ياولدي امها دي ماعندها غيرا .. ياها البنية دي الباقية ليها في الدنيا..

احمد سكت مسافة وقال ليها بالتاكيد يا امي..  نحن بالاول ح نمشي بالطرق السلمية ..ونحاول نصلح الامور باللين .. 

قالت ليهو انت باكر عندك شنو؟ قال ليها ياهو الشغل  .. لكن مامشكلة انتي اقتراحك شنو يا امي ؟ 

قالت ليهو باكر من الصباح تودينا ليها في الحاج يوسف..  وانا بقعد معاها وبقنعها.. واصلو مابمشي منها لو كان مارضت .. 

قال ليها على خيرة الله .. ليمياء قالت ليهم امشو براكم  .. انا من البيت ده تاني ماطالعة .. 

بكرة  احمد ساق امو ومشى للحاج يوسف .. قالت ليهو خليني ادخل عليها براي .. انت اقعد في الصالون ده  .. بجيب لك راسها انت ماعارفني؟ 

قال ليها جدا يا امي .. 

المراة ام احمد دي الاسمها اقبال النور دي مبالغة ياخ .. شوفها عملت شنو؟

سلمت عليها وقعدت معاها .. وديك طبعا بتسلم بي طمام بطن وبرود عجيب .. اقبال ولا اتحسست ولا اشتغلت بيها .. 

قالت ليها اسمعي يا اكرام .. انا والله جيتك وكلي رجاء.. وواقعة ليك تحت كرعيك .. وراجياك .. دايراك تديني بتك البريدها زي روحي  ..اختها في عيوني .. وتبقى زينة حياتي.. وسلطانة بيتي .. وام جناي .. 

والله يا اكرام .  عبد الرحيم اخوي مو أكرم منك.. ولا اعز منك .. ليمياء عشان بتك انتي .. انا بحترمها  وبختها في راسي .. لانك انسانة فاضلة  .. وربيتيها احسن تربية .. احسنتي في اخوي لمن رحل من الفانية .. 

لاشكى منك لابكى .. حتى في قلة الخلفة  .. صبرتي عليهو ..ونحن شاكرين ليك ده كله .. وهسي بقى عشمنا كله بقى في البنية دي .. فرد وحيدة .. ما تكسري خاطرها .. وماتفقديها .. زي ما كنتي معاها طول عمرها ..وربيتيها بالحب والحنان .. ماتخسري زراعتك الزرعتيها .. اديها مرادها وحققي ليها مناها .. نحن دايرنك انتي تكوني ليها سند.. وتطلعيها احسن عروس.. 

 لاننا نحن بنفخر بيك انتي .. نحن نعمل بيها شنو ليمياء من دون اكرام الكريمة؟؟  .. 

عليك الله يا اكرام ..ماترجعيني منك خاطري مكسور .. ولدك احمد بره راجي كرمك وفضلك .. ماترجعيهو خاطرو مكسور  ,,

انا اصلو ما بسألك اقول لك مابيانا مالك ..؟؟

لاني انا عارفة نفسي..  مافيني عيبا  بيابوني بيه .. وعارفة ولدي واخلاقه وتربيته الحمد لله .. بس احتمال تكوني متمنية ليها احسن مننا .. 

لكن برضو بس عايني لي بتك ورغبتها في ود عمتها .. وهو راغب فيها قال مابتنازل عنها ومابعرس غيرها .. هي دايرانا ونحن دايرنها .. لكن دايرنك انتي معاها ..  عشان كدا جيتك بي نفسي .. وقعدت لي في الواطة .. اها قلتي شنو؟

المراة دي سكتت مسافة .. واتمحنت ومالقت كلام تقولو كلو كلو .. وخجلت من روحها .. ومستغربة في طيبة المراة دي وجال في راسها الف سؤال .. 

المهم شالت نفسها وختتو وقال ليها 

..  خير يا اقبال .. والله مابرجعك خاطرك مكسور ..الفيهو خير ربنا يسويه ..

ام احمد دي قامت وسلمت ليها فوق راسها .. واكرام اخدت ليها بكية .. المراة ام قلبا قاسي  .. على راجلها مابكت ..

 المهم ام احمد طلعت..  وقالت ليهو تعال يا احمد النبشرك  .. خالتك خلاص رضيانة وقبلت .. انا ماقلت اكرام مراة فاضلة .. 

احمد بالجد فرح فرح شديد ماطبيعي .. وحس بالانتصار .. وحس انو فعلا جواهو في رغبة ملحة للارتباط بي ليمياء .. وده كلة لانه حس انها بتحبه باخلاص .. حب غير مشروط .. ممكن تخسر الدنيا عشانه .. يعني شاعر جواهو انوربنا عوضو بانسانة ابر واحسن من روان .. 

ام احمد رجعت ودعت المراة  .. وقالت ليها باكر من الصباح بتك بتجيك وراضيها واكسبيها ..  ليمياء دي يا اكرام اغلا من  الدهب  والالماس ..  بت زي قمر 14  .. عليك الله دي مابزعلوها ولابكسرو بي خاطرها  .. ودعتها لي مامون الوداعة ..

احمد ركب امو ومشو .. في الشارع اتصل علي ليمياء .. قاليها اسمعي .. يا محظوظة .. انا شكلي برضو بقيت محظوظ بيك ... امك وافقت .. 

قالت .. احمد عليك الله ماتكذب علي .. بالجد عليك الله وافقت ؟

قال ليها لمن تجي عمتك تحكي ليك .. اقنعتها هي انا ماكنت حاضر .. قالت ليهو قول لي عمتي قالت ليك ليمياء بحبك يا اغلا عمة في الدنيا .. 

فعلا ليمياء دي فرحت فرح قرب قلبها يقيف ..

لمن وصلو البيت .. وحكو لي لي ليمياء ولي اروى .. ليمياء دي لمن بكت من الفرحة وبقت تقوم وتقعد .. 

اروى ساكتة ساي .. وفي راسها في كلام كتير .. وأحمد ملاحظ ليها قام ناداها براها .. قال ليها انتي مالك يا اروى  .. الحاصل شنو ؟ اروى دي اخت احمد متذكرنها صح؟ 

قالت ليهو انت يا احمد ..  ليمياء دي بتحبها ولا بتنافق ساي؟؟  الشي العارفاهو .. روان شايلة كل تفكيرك ..

قال ليها وين يا  .. روان شنو تاني .. اولا روان دي هسي تكون مع راجلها في شهر العسل .. ثم ثانيا انا فكرت كتير في اووجه المقارنة بين روان وليمياء .. والله ليمياء دي ياأروى مافي منها .. 

اول حاجة زولة بريئة لدرجة ماتتخيليها .. ومسالمة وعندها  ضمير  وصادقة .. وهينة في التعامل .. لو اتقطعت منها مابتلومني .. وروان لوامة .. وعنيفة 

 ومعجبة بنفسها شديد .. 

ليمياء دي ولو أمرتها باي شي مابتردد تنفذ لي بدون نقاش .. روان حياتها معاي كانت كلها نقاشات ومشاكل .. وكانت مستعدة تتخلا عنى عشان تلبس بحريتها .. 

عايني ليمياء عشاني .. كانت ممكن تتخلا عن امها  الولدتها وانتي عارفة مكانة الام في قلب بنتها قدر شنو؟ .. 

 عشان حبها خالص وغير مشروط .. ما زي حب روان  كانت انانية ومابتهمها الا نفسها ... 

بالاختصار انا الان .. روان بالنسبة لي ماضي .. ربنا يوفقها في حياتها .. ماعندي ليها شي .. 

بكرة انا مودي ليمياء لامها .. وانتي عليك الله امشي معاها عدي ليك معاهم كم يوم كدا .. لمن الاحوال تهدأ شوية .. 

وبكرة فعلا مشى ودى ليمياء واروى للحاج يوسف .. والايام بتمشي .. 

,,,,,,,,,,,,,,,,

اما عن روان فضلت ايام معدودة على الزواج بتاعها من بابكر .. وهي بتحاول بقدر ماتستطيع  ..تضغط على روحها عشان الامور تعدي على خير .. والامور جهزت كلها .. وامها حجة سلمى شغالة فيها تجهيز ..

يوم  روان أتصلت علي بابكر في تلفونه .. لاول مرة طبعا .. زمان كان هو البتصل عليها  ..ويسأل منها ..اها بابكر لمن شاف اتصالها .. قام جاري .. وقال للجماعة المعاهو في السوق دقيقة دقيقة .. 

بجيكم  ..مشى هناك وفتح الخط وقال ليها هلا ياروان .. تلفوني الليلة نور  ..وحاسي بيهو برقص مع النغمة .. 

قالت ليهو يابابكر انا طبعا قبلت عشان انت .. مصر علي وقبلتني باي علة .. مواقفك وجمايلك المغرقانة .. ماعايزة اكسر خاطرك .. غير  حبك لي واصرارك علي ..  قبلت عشان ابوي .. وما أكسر كلمتو .. 

المهم في الامر اني وصدقت كلامك .. قلت لي ان شاء المشاعر تجي بعد الزواج .. وانا بتمنى كدا والله .. لكن ياباكر عايزاك توعدني بي حاجة .. ماعايزاك تجبرني على حاجة انا ماعايزاها ..

يعني بس انت تصبر علي  ..لو بتقدر  .. ولو مابتقدر تصبر علي  .. كلمني من هسي .. 

قال ليها حاااااااااضر ياروان  ..بس كدا ؟؟ 

والله مابجبرك على حاجة انتي ماعايزاها  .. وبوعدك ح اصبر عليك .. اهم حاجة انتي متقبلاني من غير ضغط .. قالت ليهو ايوة .. بس انا املي في الله كبير .. انو الامور تمشي بينا على احسن حال .. 

اللهم ياجماعة الايام مرت و الزواج تم  ..

وكان زواج .. الماحضرو سمع بيهو .. عربات العقد دي حدها كوبري الفتيحاب .. الناس قالو ضابحين قريب 25 خروف وتورين 

لانو ناس الشيخ ديل ناس بلد وقبايل .. والعربات والحافلات دي جات من البلد بالعشرات .. مليانة بشر حضرو العرس الموخمج .. 

والله عمك علي ده .. ماكان متخيل انو بتو تعرس بالابهة دي .. لمن راح في وسط الناس  .. قالو كايسين ليهو ساعة حتى لقوه .. ياخ  العرس ده  المعازيم الجو  فيهم القضاة والوزاء والولاة .. ووجوه الرجال في المجتمع .. وفي النهاية نقول (القروش تتكلم)  ... 

باختصار الزواج تم  بي فرحة وسعادة .. وبابكر سافر مع زوجته لمصر يقضو شهر العسل هناك ..

لكن تعال شوف بابكر  بعد وصل مصر   عمل شنو ليها شنو هناك ..

الى اللقاء ..