القائمة الرئيسية

الصفحات

إقليم تيغراي الأثيوبي

 

               


     ما هو إقليم تقراي الأثيوبي؟


            إقليم تيغراي أو تكرينيا(ትግራይ ክልል تِگْرَايْ كِلِلْ بالتجرينية) يقع في شمال إثيوبيا ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن جنوبها إقليم أمهرة .


عاصمة إقليم تقراي 


      عاصمة إقليم تقراي هي العاصمة ميكيلي، اللغة الرسمية في منطقة تگراي هي التكراينية. تقع تگراي بين 12°–15° شمالاً و36° 30' – 40° 30' شرقاً وتبلغ مساحتها 53.638 كم².يقدر عدد سكانها بحوالي 5 مليون نسمة. 



        غالبية سكانها (حوالي 80%) من المزارعين، وتسهم بنسبة 46% من الناتج المحلي الإجمالي (2002/03). تتمتع المرتفعات (11.5% dəgʷəa، 40.5% wäyna däga) بأعلى كثافة سكانية، وخاصة في شرق ووسط تگراي، بينما المنخفضات (qʷälla)، والتي تشكل 48% من المنطقة، ذات كثافة سكانية أقل.


           أن التيغراي من أوائل الشعوب الإثيوبية ذات الأصل السامي، وهم مجموعة إثنية تتمدد فوق المرتفعات من وسط إثيوبيا وغربها، حتى شمال إريتريا، ويُعرفون بالـ"تغرينية" في البلدين نسبةً للغة التي يتحدثونها، وهي لغة سامية تتداخل مع اللغة العربية وتعود أصولها إلى اليمن. 


        وارتبط تاريخ التيغراي بتأسيس مملكة أكسوم، العاصمة الأولى للحبشة التي استقرت فيها الهجرات اليمنية القديمة، واستمرت المملكة لقرونٍ طويلة منذ نحو عام 80 قبل الميلاد إلى عام 825 ميلادية. 


      وبعد فقدانهم الحكم أصبحوا مضطهدين ودخلوا في نزاعٍ مباشرٍ مع قومية الأمهرا نسبةً للتداخل الجغرافي والتاريخي.



ما هي ديانة سكان إقليم تيغراي؟


      أما المُعتقد الديني، بحسب المصادر الإحصائية فإن الغالبية العظمى من قومية التيغراي حوالى 95 في المئة هم من المسيحيين الأرثوذكس، وما يقارب الواحد في المئة من الطوائف المسيحية الأخرى (البروتستانتية والكاثوليكية)، ونحو أربعة في المئة من المسلمين يُطلق عليهم "الجبرتة"، ويوجد جزء منهم في إريتريا. واسم "الجبرتة" ذاته يطلق أيضاً على المسلمين الأمهرا، وهم مزيج من الأعراق والأجناس من خلفيات عدة، اعتبروا أنفسهم "أمة" واعترضوا على تصنيفهم تيغراي من جانب الحكومة الإريترية.



ما هو أصل الصراع :


     ما يجدر ذكره هنا هو أن انقسام البلاد يرجع في معظمه لتبايناتٍ إثنية على الرغم من المُشتركات الأخرى، إذ إن قومية التيغراي التي تعيش في الشمال الغربي من الهضبة الإثيوبية، وتنقسم بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، تتشارك مع بقية القوميات تاريخياً وثقافياً ومع إريتريا لغوياً.


        وهذه المُشتركات لم تحصّن التيغراي من التأثر بمستجدات تغيُّر الخريطة الجيوسياسية أكثر من المجموعات الأخرى، بل أمدتها بقدرة على إحداث تغييراتٍ جذريةٍ في النظام السياسي وإثارة الفوضى بعد نزولها من السلطة.  


       يحدَّ إقليم تيغراي من الشمال والشمال الشرقي إريتريا، ومن ناحية الغرب السودان بولايتي كسلا والقضارف، كما يحده في داخل إثيوبيا من ناحية الجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي مناطق ولَّو الأمهرية وإقليم العفر الذي تسكنه القومية العفرية، ومنطقة قُندَر الأمهرية.



       تعود جذور الصدام المثير للقلق في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والحزب الحاكم في منطقة تيغراي الشمالية، إلى احتجاجات أطاحت بالحكومة السابقة التي كانت تهيمن عليها "جبهة تحرير شعب تيغراي" في 2018.



       ورغم أنّ التيغراي يشكّلون 6 في المائة فقط من سكان إثيوبيا، فقد هيمنوا على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من ثلاثة عقود وحتى اندلاع الاحتجاجات. 


    كل ذلك تغير عندما أصبح أبيي أحمد رئيساً للوزراء في أبريل-نيسان 2018، وهو أول رئيس حكومة من عرقية أورومو، الأكبر في البلاد. 



وفقد التيغراي مناصب وزارية وبعض المناصب العسكرية العليا. شكا الأورومو والأمهرة، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من التهميش في ظل حكم التحالف الاستبدادي القديم. 


وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت أعمال عنف عرقية وأطلقت دعوات لمزيد من الحكم الذاتي في عدة أجزاء من البلاد.


ما هي بداية الصراع :


عقبة واحدة كانت أمام آبي أحمد، للإمساك بالحكم بقبضة واحدة.. جبهة تحرير تيغراي.


كانت القوة الأكثر تسليحا وخبرة في القتال، وتضم 250 ألف مقاتل، والكثير من قادة الجيش الاتحادي وفي جهاز المخابرات يتبعون لها.


المواجهة كانت حتمية بين رجل قوي، وجبهة متغلغلة في عمق الدولة، خاصة بعدما بدأ آبي أحمد في إزاحة رجال التيغراي، من مناصب سياسية وعسكرية حساسة، واستبدلهم بشخصيات من عرقيات أخرى.



       لكن النقطة التي أفاضت الكأس، تمثلت في قرار آبي أحمد تأجيل الانتخابات، التي كانت مقررة في 29 أغسطس/آب الماضي، إلى 2021، بسبب فيروس كورونا، وصوت البرلمان لصالح هذا القرار.


         لكن جبهة تيغراي، رفضت تأجيل الانتخابات، بل ونظمت في 9 سبتمبر/أيلول انتخابات بالإقليم، لم تعترف بها الحكومة الاتحادية، كما لم تعترف الجبهة بشرعية آبي آحمد، بعد "انتهاء ولايته الرسمية"، لتُقطع بذلك شعرة معاوية.


        وعقابا لها، قلصت الحكومة الأموال الفدرالية المخصصة للإقليم، الأمر الذي استفز جبهة تيغراي، واعتبرته بمثابة "عمل حربي".



        أعلنت الحكومة الفدرالية، في صباح الأربعاء 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أن مسلحين تابعين لتيغراي هاجموا "القطاع الشمالي" التابع للجيش الإثيوبي، وهي وحدة عسكرية ضخمة مجهزة بطائرات ودبابات، وتمكنوا من الاستيلاء عليها، كما هاجموا أيضًا، بحسب الحكومة الفدرالية، "اللواء الخامس-مدرعات". 


         واتهم آبي أحمد جبهة تحرير شعب تيغراي بارتكاب الخيانة الوطنية، بهجومها على قواعد عسكرية إثيوبية في بلدتي ميكيلي ودانشا؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة جنود متمركزين في القيادة الشمالية للجيش الإثيوبي، وهي واحدة من أربع قيادات إقليمية، في ميكيلي، التي تبعد أكثر من 700 كيلومتر شمال العاصمة أديس أبابا. 


      وعلى الرغم من أن الكثيرين يشككون في هذه الرواية، ورأوا فيها محاولة لإيجاد مسوغات عملية لشن حرب عسكرية ضد الإقليم، فقد بدأت الطائرات الإثيوبية بشنّ عدة غارات على مواقع في تيغراي، في حين بدأت في الميدان اشتباكات تستخدم فيها مدفعيات ثقيلة، تستهدف فيها الحكومة تدمير مستودعات أسلحة تسيطر عليها الجبهة.


      وقالت مصادر عسكرية إن الصراع في الإقليم أسفر عن مقتل المئات. وذكر مسؤول عسكري في منطقة أمهرةالمجاورة لرويترز أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 500 من قوات تيغراي بينما ذكرت ثلاثة مصادر أمنية أخرى أن الجيش الإثيوبي خسر المئات خلال دفاعه عن القاعدة.


     وفي ال28 من نوفمبر أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، انتهاء العمليات العسكرية في إقليم تيغراي المضطرب وسيطرة القوات الاتحادية على مقلي (ميكيلي) عاصمة الإقليم بعد معارك دامت نحو 3 أسابيع.


    وقال أبي على "تويتر": "يسرني أن أعلن أننا أكملنا وأوقفنا العمليات العسكرية في إقليم تيغراي".


    وقبل ذلك بنحو ساعة أعلن أبي في بيان أن "الحكومة الاتحادية تسيطر الآن بشكل كامل على مدينة مقلي".