القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي أسباب الصراع في المناطق الحدودية بين السودان وإثيوبيا


الصراع السوداني الإثيوبي 


      تمتد جذور الخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا (الحبشة) إلى الدولة المهدية في نهاية القرن التاسع عشر، إذ تنازلت عن بعض الأراضي لإثيوبيا شملت إقليم بني شنقول، الذي أُنشئ عليه الآن سد النهضة، فيما يرى أبناء قومية الأمهرا أن أراضيهم التاريخية تمتد إلى ولاية الجزيرة وسط السودان. 


     وهذا على ما يبدو وعد قطعته الدولة المهدية للحبشة بعد حرب قصيرة بينهما، قام بها عبد الله التعايشي خليفة المهدي، ومكن الأحباش من هذه المنطقة بغرض استمالتهم للتعاون معه في محاولته غزو مصر. ولكن سرعان ما انتهى حكمه في عام 1899 بغزو الإنجليز السودان وهزيمة جيوشه في "كرري" وقتله في معركة أم دبيكرات. 


       وقامت الإدارة البريطانية في الخرطوم بالوصول إلى اتفاقية "أديس أبابا" عام 1902 لترسيم الحدود مع إمبراطور الحبشة منليك الثاني، وأطلقت يد التيغراي على حساب الأمهرا في المناطق المُتبادلة بين البلدين. 


        وفسَّر المؤرخ السوداني فيصل علي طه السياق التاريخي للحدود السودانية - الإثيوبية، بالقول إن "منطقة بني شنقول ظلَّت مصدر قلق واهتمام بالنسبة إلى الإمبراطور منليك الثاني.


        وأرجعت الوثائق البريطانية ذلك إلى موارد الذهب الموجودة فيها وموقعها الاستراتيجي إذ يمكنها السيطرة على منطقة النيل الأزرق بسهولة. 


      وبعد رفض الإدارة البريطانية الاعتراف للحبشة بأي حقوق في بني شنقول، توصّلت إلى اتفاق مع الإمبراطور منليك الثاني يقضي بضمها إلى الحبشة مقابل منحها امتيازات التنقيب عن الذهب في بني شنقول للشركات الإنجليزية". 


      بعد ذلك توافقت الحدود بين السودان وإثيوبيا مع القانون الدولي، إلا أن الموقف في أديس أبابا ظل غامضاً على الدوام.

إثر القرارات التاريخية الخلاف بين البلدين 


      وفي الواقع يعود تاريخ الأزمات في حدود البلدين، التي تمتد لأكثر من 725 كيلومترا، إلى نحو 130 عاما، ففي العام 1891 أعلن الامبراطور الإثيوبي منيليك الثاني أن حدود بلاده تمتد إلى الخرطوم عاصمة السودان الحالية وحتى القضارف في شرق السودان، لكن محاولته تلك انتهت بالاكتفاء بمنطقة بني شنقول الغنية بالمعادن والذهب.


     وخلال الحقب التي أعقبت فترة حكم منيليك حدثت العديد  من المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والتي تخللتها نزاعات باردة كانت تجري بين القبائل على جانبي الحدود دون أي تدخل من الحكومات المركزية، وذلك بسبب التداخلات السكانية والجغرافية.



      نشبت الأزمة الأخيرة في ظل ظروف جيوسياسية مختلفة حيث تزامنت مع دخول أكثر من 50 ألف لاجئ إثيوبي إلى الأراضي السودانية بسبب الحرب التي اندلعت في إقليم تيغراي بين الجيش الإثيوبي ومقاتلي جبهة تحرير شعب التيغراي التي تطالب بانفصال الإقليم، وسط اتهامات إثيوبية بدخول عدد من المسلحين إلى الأراضي السودانية، كما تأتي في ظل تباعد واضح في المواقف بشأن مفاوضات سد النهضة الأثيوبي.


       وأدت الحادثة الأخيرة التي وقعت منتصف الشهر الجاري إلى مقتل ضابط بالجيش السوداني برتبة رائد، بجانب 3 من الجنود، إثر وقوعهم في كمين نصبته لهم مليشيات إثيوبية.


       وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان إنها لن تسمح بغزو أراضيها وستدافع عنها، لكن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ونظيره الإثيوبي أكدا قدرة البلدين على حل الأزمة.

        وقد القوات المسلحة السودانية  تمكنت من السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها الميليشيات الأثيوبية. 

            ووضعت المليشيات المعززة من الجيش الإثيوبي يدها على هذه المساحات الخصبة بعد طرد السودانيين منها بقوة السلاح، قبل 26 عام، إثر انسحاب الجيش السوداني منها.